الاثنين، 30 مارس 2009

دموع شهيد - الحلقة الأولى

ما أجمل صفاء الليل وقت السحر ...وقت تهبط فيه الملائكة الى الأرض و يتنزل رب العالمين الى سماء الدنيا ..و

الكون على راسه الطير يسبح بحمد ربه في صمت و خشوع ... و في بقعة صغيرة في احدى القرى كانت هناك

أمرأة تصلي و تذكر المولى عز و جل تتمثل بالأية الكريمة " و بالأسحار هم يستغفرون " .. و على ضوء المصباح

الخافت أخذت تتقرب الى بارئها بالدعاء تسأله حسن الخاتمة و أن يبارك لها جنينها الذي في بطنها يتلمس اولى

خطواته في الحياة بعد ان كان في مرحلة العدم لم يكن شيئا مذكورا الى أن اقترب الفجر فاثرت المرأة أن أن تصلي

ركعتين تختم بهما قبل انتفاء الليل ووقفت بين يدي ربها خاشعة مستسلمة تنساب من بين شفتيها ايات القران

تتناغم مع ايقاع الليل الهادئ ...أخذت تقرأ ما تحفظه من سورة ال عمران " و أني أعيذها بك و ذريتها من

الشيطان الرجيم * فتقبلها ربها بقبول حسن فأنبتها نباتا حسنا " لشدة ما تفاعلت المرأة مع الأيات و شعرت أنها

انتقلت من عالمها الأرضي الى علو السماء و نسمات رحمة ربك تننزل عليها و و الملائكة من حولها تحرسها و

تحميها من نزغات الشياطيين ... شعرت بما ارادته امرأة عمران أن يكون لأبنها شأن عظيم ... كم تمنت هي

الأخرى أن يكون ما في بطنها توهبه طاعة للرحمن و أي يكون له شأن لعلو كلمة الأسلام والمسلمين .

أذن المؤذن للفجر بصوته الندي الرقيق و تلمست المرأة موضعها تجاه الفراش لتوقظ زوجها لأداء الفريضة و كان من

عادته أن يداوم عليها و يمكث حتى الشروق ثم يصلي نافلة الضحى و يتجه الى عمله .

اما هي كانتتنتظر حتى تطمأن على أن أولادها ذهبوا لمدارسهم ثم تقوم من نومها في العاشرة صباحا لتؤدي واجباتها المنزلية المعتاده فذهبت لتنام بعد أن قبلت أطفالها و ودعتهم سالمين الى مدارسهم تحوطهم دعواتها المخلصة التي لا غنى هم عنها.....

- يا أم أحمد
* أتناديني أنا
- نعم و من سواكي هنا
* ما هذا بأسمي و لا كنيتي
- بل هو و ما في جنينك ذكر اختصه الله من بين خلق كثير سيكون له شأن يدافع به عن بيضة الدين يرفع رايته و يعلوا به شأنه و اسمه أحمد

* من أنت ؟؟؟

- أنا هاتف من قبل الله .. أرسلني لأبشرك به .. سيكون نبراسا للناس يأبى الظلم و يحمي الدين و بسببه تظل راية الجهاد خفاقة في عالمين .

و أفاقت المرأة من نومها و الطمأنينة تكسو روحها العطرة...يا الله ما اجمل هذه الرؤيا و استبشرت المرأة بها و

ايقنت لا محالة انها من عند الله لا مس فيها من الشيطان و سجدت لله شكرا على ما وهبها من نعمة صالحة

يبرها و يكون ذخرا للدين...كان قمة طموح المرأة أن يكون ولدها عالم دين جليل يعلم الناس الدين و يفتيهم في

مسائله.. أو قاضي شرعي مهيب الركن يقضي بين الناس بالعدل و ينشر قيمه بينهم .... أحيانا يحلق بها

الطموح فتراه كعز الدين القسام او المفتي أمين الحسيني و لما لا يكون مثلهم ...هل ممكن ؟؟؟ لا تعلم الا انها ما ترددت ابدا أن تسميه أحمد كما أخبرها به الهاتف .

و لم يدر بخلد المرأة أن الجنين الذي تحمله في أحشائها سيكون له شأن عظيم .. يعرفه القاصي و الداني .. رجل

لم يشهد مثله ما شهده من مصائب الدنيا و مااقيها .. رجلا لم يترك برهة من حياته الا و أحيا بها أمته أو عمل بها لدينه... رجل سيكون له مريدوه و تلاميذ و جنود و محبون في جميع أرجاء المعمورة .



عاد زوجها من تجارته و كان اسماعيل " زوجها" جمع بين الصلاح و الثراء و كانت عائلته من اكبر العائلات في فلسطين.. طرق الباب ففتحت له زوجته

اسماعيل : مالي أرى وجهك قد انارته الضياء و يكأن الشمس تجري في وجنتيك يا حبيبتي

الزوجة : رأيت رؤية بشرت فيها بابني أحمد

اسماعيل : أحمد من ؟؟؟؟

الزوجة : ابننا سأسميه أحمد

فتلفت الرجل تجاهها في دهشة ممزوجة بالغضب و قد تمعر وجه قليلا .

اسماعيل : ما هذا يا امرأة ماذا دهاكي أتسميه على اسم غريمي .. ألا تعلمين أن أشد أعدائي أسمه أحمد و كم بيننا من خلافات و قضايا و محاكم و نزاعات.. لإاسمي ابني على أسمه ابدا ما حييت .. أمسكي مس من الجن ؟؟؟؟

نظرت المرأة اليه بعتاب شديد.. فلم تتعود أن يخاطبهاا بهذه الطريقة.. فامتعض وجها و أشاحت به عنه و لجأت الى مخدعها حزينة لا تنبس بكلمة واحده .

و خرج زوجها من البيت غاضبا و تنقل في الطرقات و قد انتابه شعور بالندم.. فقد أغضب زهرة قلبه و عشق حياته .. ما كان أن يغضبها أبدا أو يجرحها .. و هل غريمه فقط اسمه أحمد ... أوليس هو اسم من أسماء المصطفى و مال زوجته و مال غريمه .. دار حوار شديد بداخل الرجل فأراد أن يصالحا و يعتذر عما بدر منه .. فذهب الى السوق و اشترى هدية لها .. ابتاع لها زهورا فهو يعلم كم تحب هي الزهور و كم تعشقه و كتب عليها اهداء رقيق الى حبيبتي الغالية أم أحمد

و مرت الأيام حتى أعلنت عن ظهور وليد يظهر الى الحياة .. وليد لن يكون كاي وليد ... سيكون أحد أركان الصراع بين الحق و الباطل ..أعلنت قدوم الرجل القراني

أحمد أسماعيل ياسين أو أحمد ياسين

و الى لقاء في حلقات أخرى من رواية في دموع شهيد

2 قالوا رايهم:

مشروع دكتور يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
مشروع دكتور يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.